Ensana2kw Posts 5
|
في المطعم جلس بانتظارها بعد أن طلب جميع أطباقها المفضلة في الطعام واستعد للقائها ولكنها لم تحضر ولم تجب اتصالاته المتكررة إليها .. توجّس واعتراه القلق فتوجه لرؤية ما ألم بها .. يطرق الباب ولكنها لا تفتح .. يا لعنادك المدمر ( تمتم قائلا ) يعاود الاتصال بها ولكن دون جدوى .. قرر الذهاب لطلب العون من إدارة الفندق فلربما أصابها مكروه .. وبعد ان تمت مساعدته دخل مسرعا يناديها .. ففوجيء بها ممددة مكانها فوق الأريكة غائبة الوعي .. هرع لنجدتها .. تفحّص نبضها - حمداً لله انها على قيد الحياة ( تنفس الصعداء ) يحاول ايقاظها .. يقوم بغسل وجهها بالماء البارد .. استيقظت بعد لحظات وتفاجأت أنها بين يديه .. يااا لحماقتك لقد توقفت الدماء بجسدي ( سارع بضمها الى صدره قائلا ) .. تهمس بأذنه : ماذا حصل ؟! انا أحلم ؟!
- استمعي لدقات قلبي الفزعة فهي تخبرك بما حصل .. - آآآه يا ليتها كانت دقات قلبه .. ( أسرّت بها ) يضمها بقوة قائلا : توجّست عليك حتى الموت شعرت بالنفور فور أن أحست جسده يلامس جسدها .. انا بخير ( قالت ) فقط أشعر بالاختناق لا أقوى التقاط أنفاسي يبتعد عنها قائلا : عذرا .. سآتي بالماء حالا .. ( يذهب ) تحاول النهوض ولكنها تشعر بالوهن وتتألم .. لقد عاودها الوخز في قلبها مجدداً .. تتألم بشدة .. تبدأ بطرطقة صدرها وهي تردد بضيق وقهر : لن أستسلم لك ، لن تجبرني على الرضوخ لمشرط الجراح .. لن تهزمني ، سأتغلب عليك .. سأتغلب عليك .. تبكي تأوّهاً .. حضر مسرعاً : ماذا هناك حبيبتي ؟ حبيبتي ؟! ( أسرت بها مندهشة ) يجلس بجانبها : تناولي الماء - أريد الدواء حالا .. الألم يفتك بي - تماسكي قليلا سوف يأتون بالطعام في الحال لتأكلي ويشتد عودك ثم تأخذين الدواء تشعر بالاختناق: قلت لك لا رغبة لي في الطعام أحضر الدواء الآن الآن.. آه ( يزداد بكائها ) بارتباك : وأين هو ؟ - فوق المنضدة في غرفتي . يذهب لإحضاره وهو يقول : يجب ابلاغ الطبيب في الحال ..
* * * * في المستشفى ... حيث تم إنعاشها و استقرت حالتها .. يجلس بجوارها قريبها الذي رافقها في الرحلة مراقبًا وهي مستغرقة في النوم .. لم يتمكن الصديق من زيارتها مذ دخولها هناك فلقد لازمها قريبها طوال فترة اقامتها ومنعت من استخدام الهاتف المحمول كليةً ما دعاه للمتابعة مع الطبيب المشرف على علاجها كي يطمئن على صحتها .. انقضى يومان وكانا من أشد الأيام وأعسرها على قلبه ، وكذلك هي فقد حاولت عبثاً مداراة شوقها ولكنها شعرت برغبة ملحة للقائه وسماع صوته .. فكرت طويلا فأسعفتها أفكارها بفكرة حاذقة قامت بتنفيذها على الفور واستطاعت اقناع قريبها بترك هاتفه المحمول معها .. وبعد أن غادر واطمأنت لرحيله وهدأت حركة الممرضات في القسم .. أخرجت الهاتف خلسة وهاتفته .. - نعم ( قالها بهدوء ) أطلقت تنهيدة شوق ساخنة وصمتت .. - آآآه ما أعذب هذه التنهيدة .. ( غمرته الفرحة ) طال انتظاري لسماعها تبتسم : اشتقتك ( أسرّت بها ) - ألا تكرميني بالمزيد ؟ - لم أستطع النوم دون سماع صوتك - تركتك الأيام الماضية لتنالي قسطا من الراحة - منك ؟ - من صوتي فقط ، أما أنا فلن تنالي الراحة مني أبداً - وأنت ؟ - لم أنم منذ أن فارقتك - هل هو ذنبي ؟ - دعك من التملق واخلدي الى النوم الآن .. سألتقيك صباح الغد - سأغادر المستشفى في الصباح - سأكون بانتظارك في الفندق وسنقضي اليوم معاً. - نتناول الغداء فقط .. - لا تتملصي - سوف أرحل مساء الغد يفاجأ بهذا الخبر قائلا : سألازمك في المطار لحين موعد المغادرة - وقريبي ؟ - لا ضير بأن يبقى معنا فنحن نعرف بعضنا - ولكنه لا يعلم بأمر صداقتنا - لا تقلقي ولا تفكري بشيء .. أين هو الآن ؟ - ذهب ليرتاح ويعود في الصباح الباكر غدا - حسنا .. لننهي المكالمة كي لا يرهقك الحديث - ابقى معي حتى أنام - لماذا ؟ ترتبك وتلزم الصمت .. - هو السكوت هوايتك المفضلة ( علق بانزعاج ) - ستبقى ؟ - وهل ستنامين أم تنامين كالعادة ؟! ( قال مداعبا ) تضحك : بالطبع سأنام كالعادة - إذا تمنّي أمنيةً ولكن لا تجهري بها كالعادة .. دعيني أرى ان كنت سأحققها أم لا . - حسنا .. ( ليتني أراك الآن ) تمنتها في نفسها . - انتهيتي ؟ - ماذا ؟ يقوم بالطرق الخفيف على باب غرفتها قائلا : هل أصبتها ؟! أصابها الذهول وراح جسدها يرتعش وتسأله بصوت يرتجف : أتمازحني ؟ هل هي طرقات افتعلتها من صوتك ؟!
يتبععع يتبععع ..
|