|
متى ينتهي الامر بأبغض الحلال
|
منقول
فعلا انتشرت ظاهرة الطلاق في مجتمعنا في السنوات العشر الأخيرة بنسبة كبيرة وخطيرة وأعتقد ان زيادة النسبة لم تكن فجأة وانما بالتدريج خلال الخمس سنوات التي سبقتها – أي اجمالا في ال15 سنة الأخيرة وللأسف هذه الظاهرة تمتد جذورها حسب رؤيتي الشخصية لجيل كامل تأسس بمفاهيم مختلفة وتحول سريع في ثقافة المجتمع لم يستوعبها الآباء وبالتالي الأبناء. والأسباب كثيرة, منها بسبب الأهل مثل:
- الطفرة الاقتصادية وكانت من افرازاتها الرفاهية والتدليل المبالغ فيه للأبناء وبالتالي نتج عن ذلك جيل لا يتحمل المسؤولية, اتكالي, ولد وفي فمه ملعقة من ذهب بدون فهم صحيح لمتطلبات الحياة
- الاعتماد على الخدم بنسبة كبيرة حتى في تربية الأبناء وما لها من آثار خطيرة على ثقافة الأبناء
- خروج المرأة للعمل ليس فقط للحاجة ولكن لمجاراة التقدم الحضاري والاستقلالية حتى لو كان على حساب البيت والأبناء وترك المسؤولية على الخدم
وهنا أود التوضيح أني لست ضد عمل المرأة بشكل عام فمن خلاله يمكنها تطوير ذاتها ودعم الزوج أو الأسرة ماديا في زمن أصبحت متطلبات الحياة تلقي بأعباء ثقيلة على كاهل رب الأسرة, ولست ضد عملها بشكل خاص في بعض المهن التي تتطلب وجود المرأة كالطبيبة والمعلمة والممرضة ورعاية المسنين وبعض المهن الأخرى
- البعد عن الدين الذي هو أساس لبناء الانسان على مكارم الأخلاق وأساس لحفظ الفرد والأبناء والمجتمع من الآفات الدخيلة ومن شرور النفس البشرية ومن الشيطان, وهذا سبب أساسي أدى الى خلط ترتيب الأولويات واهمال مباديء أساسية في التعامل الأخلاقي والانساني مع الآخرين بما فيهم الزوج والغاء مفهوم التضحية والايثار ومراعاة الله في السلوكيات وبروز صفات الأنانية والاهتمام بالمظاهر والقشور واتباع الأهواء دون ضوابط
- العولمة والتطور التكنولوجي السريع وما أدى اليه من انفتاح على ثقافات وقيم دخيلة على ديننا وعاداتنا الاجتماعية وغياب عامل الرقابة من قبل الأهل, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى هذا التطور أسرع من قدرة استيعاب بعض الأهل له لحداثته بالنسبة لهم فنتجت فجوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء وتباين في المفاهيم بينهما
- عدم تأهيل الأبناء للقيام بدورهم في الحياة وتحمل واجباتهم فنرى البنت تجهل التعامل مع الزوج وفهم متطلباته كما تجهل أساسيات دور المرأة في البيت فلا تعرف الطبخ أو رعاية الأطفال أو ادارة شؤون المنزل لأنها تربت على مفهوم أن هذا من عمل الخادمة وكذلك الشاب لا يعي دوره كرب أسرة وتوزيع المسؤوليات في البيت ورعايته للأسره كقيادة وتقويم وحماية وعمل الواجبات التي تخصه في البيت
وهناك أسباب أخرى قد تكون كنتيجة لما سبق ذكره ألقت تبعاتها على الأبناء مثل:
- استقلالية المرأة ماديا أدى الى استسهال الانفصال
- عدم تحمل الزوج للمسؤولية والقائها كاملة على عاتق المرأة
- استفحال الماديات بحيث طغت على جميع الأمور الأخرى
- الاهتمام بالكماليات واعتبارها من الضروريات
- دفع الزوج للمرأة الى العمل طمعا في المادة
- غياب الوعي الديني والأخلاقي وتدني مستوى التفكير الى السطحية وعدم النظر بعمق الى الأمور واستقراء آثار أي قرار على الأسرة والأبناء
- عدم تحمل الآخر والصبر وغياب الحب الحقيقي واستبداله بالمصالح الشخصية
- انتشار الفتن والاغراءات على جميع المستويات وما تؤدي اليه من الخيانة والرذيلة في غياب الوازع الديني طبعا
أما عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي الى الطلاق في رأيي بحيث لا تستقيم الحياة معها بشكل سليم وتكون مقبولة:
- الخيانة مع ان البعض ممكن يسامح ويتقبل ويفتح صفحة جديدة لكن اختلاف أطباع ومشاعر الناس تعطي مبرر للبعض الى اللجوء لهذا الخيار وهو مفهوم ومعذور
- امتهان الكرامة لأن في غياب الاحترام للآخر تضعف مشاعر الحب والود وممكن تولد مشاعر النفور والكراهية
- العقم
- الزواج الثاني فبالرغم من انه حلال لكن عدم القدرة على الصبر وتحمل الضرة قد يؤدي لأضرار نفسية أو صحية للمرأة فتفضل الطلاق
- المرض الغير قابل للشفاء والذي يمنع أحد الطرفين من حقوقه الزوجية
- ادمان الخمر والمخدرات مع استنفاذ فرص التوبة والتصحيح أو انعدامها
- عدم التوافق في الأطباع أحيانا (مثل الغيرة المرضية, العصبية المفرطة) أو سوء الأخلاق وعدم تحسينها بالرغم من النصح والصبر
أتمنى أن أكون قد ألقيت الضوء على أهم النقاط التي تبرز أسباب المشكلة وبمعرفة الأسباب يكون الحل بتحاشيها.
|