Diplomase1 Posts 4
|
وماذا لو كان الحب العربي الابن الشرعي للخـوف؟
اول خوف هو خوفنا من الحب نفسه. نتبرا من الحب، كما لو كان شبهة وانتماء إلى حزب محظور.
نتستر على عواطفنا، بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا، ولا يستحي القتلة ومغتصبو الأوطان من العيش محترمين بيننا.
نخفي اسم من نحب بحذر من يتستر على اسم فدائي، او مطلوب للعدالة. ذلك ان الحب العربي سيظل بالنسبة الى الكثيرين مجازفة بالحياة وبالمستقبل وبالشرف، وضربا من العمليات الانتحارية.
لذا، لايزال سؤال نزار جديرا بالتأمـل: «كيف يمكننا تأسيس حضارة ونحن نستعمل المسدسات الكاتمة للحب؟».
لكن ماساتنا مع الحب لا تنتهي عند اعدائه، بل تمتد إلى اتباعه. فالمحبون هم ايضا اعداء انفسهم، واعداء من يحبون. لذا، كما يقول إبراهيم الكوني: «الذين هلكوا بايدي الأخلاء اضعاف من هلكوا بايدي الاعداء»!
ذلك ان دوائر الخوف تطوِق العاشق العربي إلى ما لا نهاية. فنحن نخاف مـن نحب، ونخاف عليه، ونخاف منه علينا. لكننا نحبه لاننا نخاف العنوسة والشيخوخة والوحدة والمجهول والمرض والضجـر والموت.. موتنا الحتمي، وموتنا لفرط موت الحب. ونخاف على حبنا من الاخرين، ونخاف من الزمان على الحب، ونخاف الحب في كل زمان وفي كل الحالات، حتى ونحن في ذروة سعادتنا، ونذهب اليه على طريقة عبدالحليم، مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيد يــد الحبيب، وبالاخرى قلبنا.. «خايف ومشيت وانا خايف.. ايدي في ايدك وانا خايف.. خايف على فرحة قلبي...».
والخوف في عــز السعادة من السعادة، حالة لـعـمـري عربيه، ننفرد بها حصريـا بين الامم، بحكم ثقافة الخوف التي رضعناها، والتي تحول حتى مباهجنا إلى مناسبة للَوجس الكوارث وايقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة للسعادة في التفكير في المصائب التي قد تلِيها.
ولان مَن يتوجَس المصائب يكاد يقلَق لعدم حدوثها، غالبا ما تحقــق لنا الحياة نبوءاتنا الكارثية.
وعندها، تصدق كل اغاني الحب العربية التي تبارك الخيبات، ونبكي حظنا، وعبدالحليم يواصل مــوالـه «رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي/ والغنوة الحلوة ملاها الدمع يا حبيبي/ وفي عـز الكلام سكت الكلام/ واتريني ماسك الهوا بإيدي....»!
لا ادري لماذا تتردد كثيرا هذه الايام اغنية «زي الهوا» على معظم الاذاعات اللبنانية.؟؟؟
كلما وقعت عليها غيرت الموجة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أن الخيبة قدر عاطفي، والخوف من السعادة نبوءة صادقة.
بــلَـى.. ثـمـة عشـاق لا يعرفون الخوف من السعادة. هـؤلاء، قبل ان يحبـوا الحـب هـم يحبون الحياة.. بقدر ما نحن نخافهــــا!
|