clcl Posts 50
|
هذا المثل ـ للأسف ـ يصدق إلى حد كبير على بعض الرجال الذين يتطاولون على نسائهم بالضرب والاهانة بأنواع السب والشتم ، مستغلين ضعف المرأة ، وتجردها من المنعة التي كانت تتمتع بها وهي في بيت أبيها وذويها ، وقد نسوا أو تناسوا أنهن أمانات عندهم كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. والذي جعلني أطرق هذا الموضوع، وأقف هذه الوقفة إلى جانب النساء هوتنفيذ وصية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء حين قال :" استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم " أي : أمانات عندكم ، وحق الأمانة أن تحفظ من الضياع ، وأن تصان عن كل امتهان، وهو القائل أيضا : " أحرج عليكم حق الضعيفين: المرأة واليتيم" أي : أحرم عليكم حق الضعيفين. ولست الآن بصدد الخوض في الحكم الشرعي لهذه القضية وأحشد الأدلة والنصوص التي تدل على جواز الضرب أو عدم جوازه ، لكنني سأستحضربعض المواقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيفية تعامله مع نسائه، فلعلهاـ إن شاء الله ـ تفي بالغرض وتجعل من ابتلي بضرب زوجته يرعوي ويكف عن هذا الصنيع ، فهو قدوتنا وأسوتنا ، وهو القائل : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، وقد علمنا من سيرته عليه السلام أنه ماضرب أحدا بيده قط لا امرأة ولا صبي ولا أي أحد من المسلمين، إلا أن يجاهد في سبيل الله....فهذه هي الرجولة حقا...ودعك ممن لا يتقن إلا الحرب على النساء ،وفي وقت الجد تجده خوارا لا يحرك ساكنا.كما أذكر أن آية الضرب لما نزلت فكثر الضرب في بيوت المسلمين ، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيهم : " ليس أولئك بخياركم " .فمن أراد أن يكون من خيار الناس فليتأس بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، ولا يستأسد على الضعفاء ...فحتى إن كان الضرب جائزا شرعا ،فليس بهذه الطريقة المتفشية في هذه الايام ، حيث يعتدي الرجل على زوجته كأنه في مباراة للملاكمة أو (الكارتيه) ، ولكن الضرب كما بين ذلك العلماء قالوا: يكون بعود الاراك ، او يفرك أذنها دون إيذاء تظهر آثاره على الجسد...وذلك بعد استنفاذ كل وسائل الإصلاح الممكنة من وعظ وهجر وتدخل الأقارب من أجل الصلح بينهما ... وإن أحب الرجل يوما أن يظهر رجولته فليظهرها مواطنها،وليكن كما قالت تلك المرأة وهي تصف زوجها بحضرة عائشة رضي الله عنها : " زوجي إذا خرج أسد وإذا دخل فهد" يكون سيدا خارج البيت ، ويسكن كما يسكن الفهد في نومته إذا دخل .ويروى أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على شدته في الحق ، إذا دخل بيته يكون كالطفل في أهله . هذا ما أردت أن أعرضه في هذه اللمحة السريعة على أنظار إخواننا في المنتدى
|