clcl Posts 50
|
بيت الزوجية الخالي من المشاحنات والملاسنات كالغول والعنقاء والخل الوفي والوحدة العربية، أو هو كذلك لأن الطرفين لا يأبهان ببعضهما البعض، يعني الزوج في واد والمدام في واد آخر، ولا يسأل أي منهما عن الآخر، ولكن وبصفة عامة يتهم الرجال النساء بإثارة المشاكل، لولعهن بالنقنقة والشكوى واهتمامهن بالتفاصيل، فهناك الزوجة التي تعتبر عدم صدور أي ملاحظة عن الزوج عن أناقتها وهندامها ضربا من التجاهل، وقد حاول صديق حديث عهد بالزواج أن يكون زوجا عصريا فقال لزوجته ذات يوم وهما يتأهبان للخروج: يا سلام على ذوقك الرفيع..هذا الفستان الجديد في منتهى الروعة! فما كان من الزوجة إلا أن أضربت عن الخروج وجلست وبوزها ممدود كبوز زكية زكريا والعياذ بالله..وبعد أن بلغت الحيرة بصديقي كل مبلغ أدرك أنه "عكّ"، لأنه هو من اشترى لها ذلك الفستان ضمن كسوة العرس وحسبت زوجته أنه "يتطنز" عليها أي يستخف بها وبذوقها. ولكن الرجل مظلوم عندما تتهمه الزوجة بمداومة الصمت وعدم إبداء أي رغبة في مبادلتها الحديث، فللمرأة قوة ملاحظة عجيبة: ما أن تدخل بيتا كزائرة حتى تمسح محتوياته بعينيها في ثوان، وقد تكون لديها رغبة في إبداء ملاحظات على ذلك البيت وسكانه، فتحدث زوجها عن الموكيت الأصفر، بينما الستائر زرقاء وطقم الجلوس أحمر "على كبدي"!! والزوج لا يبدي ولا يعيد! ذات مرة قالت لي زوجتي: أحضر معك مفارش طاولات من نفس لون المفارش التي رأيناها في بيت أختك فقلت لها: أنا لا أعرف ما هو لون أختي نفسها، وأنت تتوقعين مني أن أعرف لون مفارشها؟ وهكذا اشتعلت حرب أهلية لم تتوقف إلا بقيامي بشراء ساعة روليكس لها (هي لا تعرف أنها مصنوعة في فيتنام!)، والاختلاف بين الزوجين في مثل تلك الأمور هين ولكن الخلافات بشان الإنفاق والنفقات، هي التي تؤدي إلى حروب أهلية قد تستخدم فيها الأطباق الطائرة! والمرأة هي المتهمة دائما بالإسراف، ذلك لأن الرجل لا يرى في استبدال السيارة - التي اشتراها العام الماضي، بأخرى قيمتها 25 ألف دولار مثلا - تبذيرا، بينما يتهم زوجته بأنها مبذرة ومتلافة لأنها أنفقت لدى الكوافير 25 دولارا، ولكن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن النساء مولعات بالتسوق، فتتجول الواحدة منهن في الأسواق لثلاث ساعات لشراء دبوس شعر، ذلك لأنهن لا يلتزمن قط بخطة تسوق محددة، فمن تريد أن تشتري حذاء تقضي ثلثي وقتها وهي تستعرض العطور والساعات وأكواب الشاي، والأسعار في بورصة نيويورك. ومن مسببات الحروب الأهلية الزوجية أن الزوج يعطي نفسه حق انتقاد أمه، ولكن يا ويل الزوجة إذا ذكرت تلك الأم - التي هي حماتها - بسوء، وفي نفس الوقت فإن الأزواج يعتبرون لحم حمواتهم مباحا فيشتمونهن أمام الزوجات غير عابئين بحقيقة أنهن أمهاتهن، كما وأن الرجال يعتقدون أنه طالما أنهم يعيلون زوجاتهم فلا معنى لتقديم الهدايا لهن من حين إلى آخر، ولهذا السبب سألت المدرسة الطفل: إذا كسب أبوك مليون دولار وأعطى أمك نصف المبلغ فعلى كم تحصل أمك؟ أجاب الطفل: تحصل على نوبة قلبية!!
|