161970 Posts 95
|
قصص لنساء تزوجن زواج المتعة
د. شهلا حائري
المتعــــة حالة إيران 1978-1982
من هن النساء اللواتي يعقدن زيجات المتعة؟ وما هي دوافعهن لعقد هذا النوع من الزواج؟ ماهي خلفياتهن الاقتصادية - الاجتماعية - والمهنية والدينية والتعليمية ؟ وما هي قصة زواج كل واحدة منهن؟ وما هو معدل أعمارهن؟ ما هي العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تدفع بعض النساء إلى عقد هذا النوع من الزواج الموصوم بازدواجية ثقافية وأخلاقية؟ كيف تؤثر الازدواجية البنيوية المتأصلة في عقد الزواج بنوعيه، على إحساس المرأة بذاتيتها ؟ وكيف تنظر هؤلاء النساء إلى أنفسهن وإلى مؤسسة الزواج المؤقت وإلى الرجال ؟ كيف وأين تعلم المرأة بوجود زواج المتعة وتتعلم أصوله ؟ كيف وأين تلتقي النساء بالرجال في مجتمع خاضع لقوانين وقواعد الفصل بين الجنسين ؟
غالباً ما تعاني دراسة وضع النساء في إيران وفي الشرق الأوسط من التشوش والارتباك المرتبطين بالمنظور الخاص بالباحث وبمن هن موضوع الدراسة . ويتفاقم الارتباك والتشوش أكثر، بفعل مفاهيم نظرية معينة والتطبيقات المنهجية المعتمدة. وهذه المشكلات لا تؤثر على صياغة المفاهيم الخاصة بوضع النساء ووجهات النظر المختلفة حيال هذا الموضوع فحسب، بل على تعريف النشاطات والعلاقات الاجتماعية وتحليلها أيضاً.
أهم مشكلة منهجية واجهتني، تمثلت في كيفية تقويم المعطيات التي جمعتها، بطريقة تعكس تعددية القضايا التي تثيرها، وتعقيدات حياة كل امرأة من اللواتي سمحن لي بالدخول إلى عوالمهن، بإلقاء نظرة سريعة عليهن انطلاقاً من المنظور الخاص بكل منهن. أود أن أبادلهن الكرم بمثله، عبر السماح لكل واحدة منهن بالحديث ومنحها فرصة إعادة رواية قصة حياتها. وهذا من شأنه تمكين القارئ من استكشاف عوالم هؤلاء النسوة وواقهن الاجتماعي بطريقة مباشرة وحميمة . وعلى الرغم من أنني كنت في حوار مباشر مع هذه النساء، فإنني آثرت البقاء في الظل. وفضلت تقديم قصص حياة كل واحدة منهن، على لسانها في هذا الفصل .
في الصفحات التالية، ستتحدث ثمان نساء ((سيغيه)) عن أنفسهن . قد، سمح أسلوب حوارنا لكل امرأة بإلقاء نظرة استرجاعية على ماضيها- ربما للمرة الأولى في حياتها- وإعادة ربط الأحداث الاجتماعية والدوافع الشخصية والايحاءات والأعمال التي دفعتها لعقد زواج متعة أو أكثر. كذلك أتيحت لكل امرأة فرصة للتفكير بمشاعرها وآمالها ورغباتها وأوهامها وخيبات أملها، وإعادة تقييمها ضمن إطار ما اعتبرته سابقاً محاكاة لمثال ثقافي معين. لا أقصد أنه يتوجب علينا التعامل مع قصص حياة النساء على أنها ((الحقيقة))، أو أن بالإمكان اعتبارها رواية موضوعية لأحداث ووقائع اجتماعية يمكن التحقق منها، أو أنها تتطابق كلياً مع ((الواقع)). خلافاً لذلك، أقترح التعامل مع هذه القصص بصفتها رواية ذاتية ((لقصة)) حياة الراوية، بعد انقضاء فترة طويلة على أحداثها، مما سمح للراوية بالتفكير في تصرفاتها الماضية ومسلكها السابق، وعقلنتها وتبريرها استناداً إلى المثل والمعتقدات الثقافية الخاصة بنظرتها إلى الأنوثة والأمومة والزواج والصداقة، وغنى عن القول إن الحدود بين الواقع والخيال والحقيقة والوهم والمثال والتطبيق، تضيع بسهولة ولا يعود بإمكان أبطال القصة أو المراقبين، تمييزها بوضوح .
والسيرة الذاتية لكل امرأة ، كتبت بالأسلوب الذي سمعته من صاحبتها، ولم أعدل فيها شيئاً، باستثناء إعادة تنظيمها جزئياً وحذف بعض الاستطرادات الجانبية. وانصب اهتمامي على إبراز المعلومات كما قدمت لي أصلاً، على الرغم من أنها قد تبدو في بعض الأحيان غير مترابطة، بل متناقضة. بعض هذه الروايات كان أكثر شمولاً من غيره، وبعضها الآخر كان أكثر ترابطاً، ومن خلال معارف مشتركة تمكنت من جمع معلومات إضافية حول بعضها الثالث، لقد أجريت أول ثلاث مقابلات خلال صيف العام 1978 في مدينتي قم وطهران، والباقي خلال رحلتي الثانية إلى إيران عام 1981، في مدن قم وطهران ومشهد وكاشان .
|